المركز اليمني يدين قيام المليشيات التابعة للتحالف والجماعات التكفيرية بالاعتداء وقتل المتظاهرين في تعز والمحافظات الجنوبية
يدين المركز اليمني لحقوق الإنسان اعتداءات المليشيات المسلحة التابعة لقوات التحالف ضد المتظاهرين السلميين في المحافظات الخاضعة للاحتلال من القوات السعودية والإماراتية والتي جندت ونشرت فيها قوات من المرتزقة التابعة لهما في كلاً من تعز وعدن وحضرموت وغيرها من المحافظات الجنوبية.
في يوم الخميس 16 سبتمبر سقط العديد من القتلى والجرحى بعد قيام مليشيات وقوات المرتزقة التابعة للإمارات والتي يطلق عليها “النخبة الحضرمية” وكذلك ما يسمى “قوات المجلس الانتقالي ” بإطلاق الرصاص الحي على المواطنين المدنيين في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت بعد قيام سكان محافظات حضرموت وعدن وأبين وشبوة باستئناف وقفات احتجاجية سلمية يوم الأحد 12 سبتمبر الماضي توسعت لعدة مدن رفضاً لسياسة التجويع ورفع أسعار السلع الغذائية وانعدام المشتقات النفطية، ورددوا هتافات مناوئة للتحالف وحكومة هادي والمجلس الانتقالي، حيث أن سكان محافظة حضرموت ينفذون وقفات احتجاجية اسبوعية منذ عام 2020م، سقط خلالها عشرات الجرحى وتم اعتقال مئات المحتجين خلال العامين تعرض كثيراً منهم للتعذيب في معتقلات تديرها القوات الإماراتية .
مصادر إعلامية منها صحيفة “الأيام” وثقت في الاحتجاجات الأخيرة قتل المليشيات للمواطن ” سالم بقشان” والذي سقط برصاصة في الرأس، كما أصيب 10 آخرون بجراح مختلفة، إضافة لقيام المليشيات باعتقال عشرات المحتجين منهم: حسن باعديل، محمد حديد، محمد شكري بوسبعة، حسن المرفدي، عمار بامهري، ماهر باغطا، سعيد باضروس، أحمد بن دهري، مسلم باضروس، وفارس باضروس.
محافظة عدن كذلك شهدت انتهاكات ممنهجة ضد المدنيين المحتجين خلال قمعهم من قبل مليشيات تابعة لقوات التحالف، ويطلق عليها “قوات الحزام الأمني و قوات الدعم والاسناد” التابعة والمدعومة من القوات المسلحة الإماراتية، وثقت وسائل الإعلام المحلية والدولية ومنها رويترز وقناة الجزيرة سقوط عشرات القتلى والجرحى بالرصاص الحي خلال اليومين الماضيين ، في ظل إعلان “عيدروس الزبيدي” رئيس ما يسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي” المدعوم إماراتياً يوم الأربعاء 13 سبتمبر ما أسماها “حالة الطوارئ” رغم عدم قانونية مثل هذا الإعلان فإن مثل هذا الإعلان يدق ناقوس الخطر على حياة المدنيين في المحافظة خصوصاً مع تصريح الزبيدي في وسائل الإعلام وتوجيهه لمليشيات بـ“الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه زعزعة الأمن والاستقرار وإثارة البلبلة والقلاقل“، إيذاناً بنية معلنة لقمع المتظاهرين.
وامتدت الاحتجاجات إلى مختلف مديريات محافظة عدن منها مديرية التواهي والمنصورة وكريتر والشيخ عثمان ودار سعد وخور مكسر، وأطلقت المليشيات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي الرصاص الحي لإنهاء الاحتجاجات في الشيخ عثمان وكريتر والتواهي.
وما فاقم حدة الانتهاكات وسقوط الضحايا اندلاع مواجهات مسلحة في مديرية “كريتر” المكتظة بالسكان يوم السبت 2 اكتوبر بين مليشيات “كتائب العاصفة” التابعة للمجلس الانتقالي والإمارات، وقوات تابعة لقيادي في مليشيات الانتقالي أيضاً يدعى ” محمد الصلوي” والمشهور بـ “إمام النوبي” ينتمي للجماعات المتطرفة التكفيرية المدعومة من المملكة العربية السعودية، وقد أصدرت جماعته فتوى تشجع وتدعو لاستمرار المواجهات والاقتتال، مديرية “كريتر” وأحيائها شهدت الأيام الماضية خروج مظاهرات منددة بحكومة هادي والمجلس الانتقالي وتعرضت هي الأخرى لقمع المليشيات المسيطرة على الواقع الأمني في المدينة، وقد أفادت مصادر إعلامية بسقوط 6 قتلى بينهم طفل بجانب 61 جريحاً في حصيلة أولية قابلة للزيادة كون المديرية صارت تحت الحصار والاستهداف العشوائي.
وامتدت الاحتجاجات الشعبية إلى المحافظات الشمالية الواقعة تحت الاحتلال وسيطرة مليشيات مرتزقة التحالف، ففي محافظة تعز خرجت يوم الاثنين 27 سبتمبر العديد من المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية السلمية في مختلف مديريات المحافظة، حيث بدأت المسيرات الاحتجاجية في مدينة تعز وامتدت لبقية المديريات بعد تعرض المحتجين للقمع وإطلاق الرصاص الحي من قبل المليشيات المدعومة من السعودية والمسيطرة على الوضع الأمني في المحافظة بقيادة ما يسمى قائد محور تعز ” خالد فاضل“.
أعلن المواطنين والتجار الإضراب العام في عموم المحافظة يوم الثلاثاء 28 سبتمبر إثر سقوط عشرات القتلى والجرحى واعتقال عشرات المتظاهرين المدنيين، وخرج مئات المحتجين إلى شارع جمال في مسيرات سلمية منددين بقتل المتظاهرين ومؤكدين مطالبهم برحيل مليشيات التحالف و“حكومة هادي” وحزب الإصلاح، ولم تهلهم المليشيات كثيراً حتى قامت بحصارهم وإطلاق الرصاص الحي عليهم في “دوار المسبح“، وسقط عدد غير معلوم حتى الآن من الضحايا.
إن المركز اليمني لحقوق الإنسان أمام هذه الأحداث المفجعة والانتهاكات الإجرامية يؤكد على إدانته قيام المليشيات التابعة للتحالف بقمع المتظاهرين السلميين في جرائم حرب لا تسقط بالتقادم، ويحمل قادة التحالف خاصة قيادة النظامين السعودي والإماراتي كامل المسؤولية عن هذه الجرائم ومسؤوليته عن دعمه لهذه المليشيات واصراره على استمرار عدوانه على اليمن واحتلال اراضيه، ويطالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤوليتهم في اتخاذ الموقف الإنساني والقانوني الصحيح بإدانة العدوان وإيقافه، فكل يوم يمر يعاني اليمنيون من ويلات هذا العدوان والحصار المستمر في ظل تواطئ دولي يرمي عرض الحائط بكافة القوانين والأعراف الدولية، ويكشف سقوط أجهزة الأمم المتحدة وتخليها عن مبادئها.
صادر عن
المركز اليمني لحقوق الإنسان
بتاريخ 3 اكتوبر 2021م الموافق 26 صفر 1443هـ