المركز اليمني يدين مجزرة مستشفى المعمداني ويدعو إلى اتخاذ خطوات حكومية فاعلة وإلى تشكيل تحالف دولي جديد لحفظ الأمن والسلم الدوليين
بيان صادر عن المركز اليمني لحقوق الإنسان اليمن - صنعاء
يجدد المركز اليمني لحقوق الإنسان إدانته لاستمرار عدوان الكيان الصهيوني على قطاع غزة وإصراره على قتل وتهجير سكانه سعياً لتوسيع دائرة العدوان والاحتلال للأراضي الفلسطينية، ويعرب المركز عن شديد إدانته واستنكاره الشديدين للمجزرة البشعة التي قام بها الكيان الصهيوني باستهدافه للمدنيين في مستشفى المعمداني بغزة مخلفاً أكثر من (500) شهيد و(1000) جريح، حيث تأتي هذه الجريمة الجديدة وغيرها من الجرائم التي تلتها وسبقتها ضمن جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي يتعمدها الكيان الصهيوني ويوغل في ارتكابها في قطاع غزة منذ الثامن من أكتوبر 2023 والتي راح ضحيتها بحسب الإحصائيات الأولية أكثر من (3200) شهيد و(11000) جريح جلهم من النساء والأطفال.
إننا في المركز اليمني لحقوق الإنسان نؤكد أن هذه الجرائم التي تستهدف الأعيان المحمية تستفز الإنسانية جمعاء وتبين زيف الشعارات الغربية بحماية حقوق الإنسان وانهيار كافة المبادئ والقيم التي قامت عليها الأمم المتحدة، كما تمثل انكشافاً للوجه القبيح والدور البشع لمجلس الأمن في تشجيع جرائم العدوان والحرب والإبادة واحتلال الدول من خلال آلياته العنصرية والمستكبرة والتي قوضت أي تفعيل حقيقي للقانون الدولي وحقوق الإنسان، فلم يعد لمجلس الأمن أي تحرك لدعم هذه القوانين والحقوق أو رقابة عليها فضلاً على أنها لم تعد تُنفّذ إلا على المجتمعات الضعيفة التي تعتبر الضحية أمام قوى الاستكبار العالمي وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل.
إن جرائم الاحتلال الصهيوني المستمرة في فلسطين عامة وغزة خاصة تكشف للعالم وبشكل واضح ازدواجية المعايير الدولية في التعاطي مع الجرائم ووقوفها مع الأقوى بعيداً عن أي اعتبارات إنسانية للشعوب المضطهدة، متناسية ما كفلته الدساتير والمواثيق الدولية في حق هذه الشعوب بالكرامة والاستقلال والحرية والعيش الكريم، وحقها المقدس في الدفاع عن نفسها ضد أي عدوان ومقاومة أي احتلال حتى تحرير أراضيها.
وإننا في المركز اليمني لحقوق الإنسان إذ ندين هذه الجرائم فإننا نؤكد على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال والرد على عدوانه الهمجي باستخدام كافة الوسائل التي تضمن له حقوقه الأساسية وتحرير أراضيه المحتلة واسترجاع دولته وسيادتها، كما ندعو الحكومات العربية والإسلامية لاتخاذ إجراءات وخطوات عملية وحاسمة للقيام بمسؤوليتهم الدينية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني وأبسطها كسر الحصار على القطاع وفتح المعابر والسماح بمرور القوافل الإنسانية عبر معبر رفح وميناء غزة.
كما ندعو الحكومة اليمنية وبقية الحكومات العربية والإسلامية باتخاذ خطوات فاعلة وجادة تجاه المنظمات والشركات والوكالات الأمريكية الداعمة للكيان الصهيوني المتواجدة في بلدنا وغيرها من البلدان العربية والإسلامية، والمسارعة في إقفالها وحضر نشاطها وبضائعها، فالسماح باستمرار هذه المنظمات والشركات يساهم في دعم الاحتلال وجرائم الحرب والإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون كما كانت داعمة للجرائم والانتهاكات في اليمن منذ ثمان سنوات من عدوان التحالف بقيادة السعودية والإمارات وأمريكا على اليمن.
وفي الختام فإننا في المركز اليمني لحقوق الإنسان نجدد الدعوة إلى إقامة تحالف دولي جديد يعمل على إعادة بناء مجلس الأمن بما يحفظ السلم والأمن الدوليين، فمجلس الأمن صار هو الخطر عليهما ولم يقم بدوره في قمع العدوان وإنما في المشاركة في العدوان على فلسطين واليمن وغيرها من الدول وهو بذلك يعتدي على منظومة الأمم المتحدة وعلى أعضائها وعلى البشرية جمعاء مهدداً بانهيار منظومة الأمم المتحدة إرضاءً لبعض الدول في تكبرها واستبدادها وتسلطها على الشعوب، وذلك مؤشر خطير يُنذر بتكرار مأساة انهيار عصبة الأمم مرة أخرى. {لِّيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً} [الأنفال: الآية44].
نسأل الله الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى
عاشت فلسطين حرة أبية
صادر عن
المركز اليمني لحقوق الإنسان
الأربعاء 03 ربيع ثاني 1445هـ الموافق 18 أكتوبر 2023م