المركز اليمني يدين جريمة العدوان بقيادة أمريكا وبريطانيا على الجمهورية اليمنية
يدين المركز اليمني لحقوق الإنسان ويستنكر ما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة ومجموعة من الدول من جريمة العدوان على اليمن بعشرات الغارات الجوية في تمام الساعة 2:30 صباح يوم الجمعة 1 رجب 1445هـ الموافق 12 يناير 2024، والساعة 3:42 صباح يوم السبت 2 رجب 1445هـ الموافق 13 يناير 2024. هذا الاستهداف الذي أعلنته هذه الدول بمختلف الأسلحة البحرية والجوية طال محافظات مختلفة من الجمهورية اليمنية منها أمانة العاصمة والحديدة وصعدة وحجة وتعز وأدى إلى سقوط (11) شخصا من أبناء القوات المسلحة اليمنية بين قتيل وجريح.
إن المركز اليمني لحقوق الإنسان يؤكد أن هذا العدوان يهدد الأمن والسلم الدوليين والملاحة الدولية في البحر الأحمر ويعتبر انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي، ويوصف بأنه جريمة عدوان بحسب نظام روما وقرار الجمعية العامة (3314) وخاصة البند (1) الذي يحدد أن من أفعال جريمة العدوان كما أن هذا الاستهداف يأتي بعد استهداف سابق قامت به القوات الأمريكية لزوارق تابعة للقوات البحرية اليمنية أثناء أدائها لمهامها في البحر الأحمر يوم الأحد 31 ديسمبر 2023 وأدى إلى سقوط (10) قتلى من القوات البحرية في جريمة اعتداء ليس لها أي مسوغ في القانون الدولي وبعد إعلان الولايات المتحدة تحالفا مخالفا لميثاق الأمم المتحدة وخارج إطار مجلس الأمن الدولي في سبيل عسكرة البحر الأحمر والسيطرة عليه.
ويدين المركز اليمني إعلان الرئيس الأمريكي تشكيل تحالف خارج إطار مجلس الأمن وقيامه بشن ضربات على اليمن في انتهاك واضح لميثاق الأمم المتحدة التي من مهامها إحلال التوازن العالمي. كما يستنكر المركز حجة الولايات المتحدة في إنشاء هذا التحالف بغرض حماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر والتي لم تتأثر بحسب تصريحات الدول والجهات المعنية بمراقبة الحركة التجارية فيه، في خطوة لها عواقب كبيرة على الوضع العام والإنساني.
ويستهجن المركز اليمني قرار مجلس الأمن (2722) الذي لم يدن قتل عشرات الألاف من الفلسطينيين المدنيين ووجه إدانته نحو الدولة الوحيدة التي قامت بمسؤوليتها بما يتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة من خلال إجراءات عملية قامت بها الحكومة اليمنية في صنعاء بمنع السفن الإسرائيلية من العبور في البحر الأحمر للضغط على المجتمع الدولي لإيقاف جرائم العدوان والحرب والإبادة التي يقوم بها الكيان الصهيوني في قطاع غزة، كما أن مجلس الأمن في قراره لم يخول أي دولة أو جهة بإنشاء أي تحالف أو القيام بأي أعمال عسكرية، وإنما شدد “على ضرورة معالجة الأسباب الجذرية بما في ذلك النزاعات التي تسهم في التوترات الإقليمية والإخلال بالأمن البحري”.
ونؤكد في المركز أن هذه الجرائم مع سكوت مجلس الأمن عليها تهدد السلم والأمن الدولي وتخل بالمادة الأولى من ميثاق الأمم المتحدة التي توضح مقاصد الأمم المتحدة المتمثلة في “حفظ السلم والأمن الدولي، وتحقيقاً لهذه الغاية تتخذ الهيئة التدابير المشتركة الفعّالة لمنع الأسباب التي تهدد السلم ولإزالتها، وتقمع أعمال العدوان وغيرها من وجوه الإخلال بالسلم…”.
إننا في المركز اليمني لحقوق الإنسان نؤكد أن هذه الجرائم تأتي في سبيل ثني الجمهورية اليمنية عن قرارها الذي اتخذته قيادة وشعباً لنصرة إخواننا في فلسطين وغزة والذين تمارس عليهم جرائم العدوان والإبادة الجماعية من الكيان الصهيوني بدعم أمريكي منذ (100) يوم مخلفة أكثر من (80) ألفاً بين قتيل وجريح جلهم من النساء والأطفال، في انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان وفي ظل صمت وتعاط سلبي من مجلس الأمن والأمم المتحدة.
كما نؤكد أن العدوان الذي قامت به وأعلنته الولايات المتحدة وبريطانيا و(8) دول في بيان مشترك صدر في 12 يناير 2024 يأتي استكمالاً للعدوان والحصار الذي يعاني منه اليمن منذ 26 مارس 2015 والذي شنته دول التحالف بقيادة السعودية والإمارات وبدعم أمريكي والذي سبب أكبر كارثة إنسانية للشعب اليمني.
إننا في المركز اليمني لحقوق الإنسان إذ ندين هذه الجرائم فإننا نؤكد على حق الشعبين اليمني والفلسطيني في مقاومة العدوان والاحتلال والرد على أي عدوان من أي دولة أو تحالف باستخدام كافة الوسائل التي تضمن لهما حقوقهما الأساسية وتحرير كامل الأراضي المحتلة.
كما ندعو الحكومات العربية والإسلامية إلى اتخاذ إجراءات وخطوات عملية وحاسمة والقيام بمسؤوليتها الدينية والإنسانية تجاه ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة والكيان الصهيوني، والعمل على كسر الحصار المفروض على قطاع غزة وفتح المعابر والسماح بمرور القوافل الإنسانية.
كما نشيد بالدور التاريخي الذي قامت به دولة جنوب إفريقيا في رفع دعوى ضد الكيان الصهيوني أمام محكمة العدل الدولية، ونؤكد أن هذا مسار قانوني صحيح كان يجب على الدول الشقيقة والصديقة لليمن القيام بمثله منذ بدء العدوان على اليمن وعدم الاكتفاء ببيانات التنديد بعد سقوط أكثر من (45) ألفاً بين قتيل وجريح من المدنيين.
في الختام فإننا في المركز اليمني لحقوق الإنسان نجدد الدعوة إلى إقامة تحالف دولي جديد يعمل على إعادة بناء مجلس الأمن الدولي بما يحفظ السلم والأمن الدوليين، وتحريره من سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية عليه وعلى قراراته في ظل الانهيار والسقوط الذي آل إليه المجلس.
الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى
عاشت اليمن وفلسطين حرة أبية
صادر عن
المركز اليمني لحقوق الإنسان
الأحد 03 رجب 1445هـ الموافق 13 يناير 2024م