المركز اليمني لحقوق الإنسان يدين الإساءات الممنهجة للإسلام وحرق نسخ من القرآن الكريم محذراً من تبعات ذلك على الأمن والسلم الدوليين
بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَأَنزَلۡنَاۤ إِلَیۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَ بِٱلۡحَقِّ مُصَدِّقࣰا لِّمَا بَیۡنَ یَدَیۡهِ مِنَ ٱلۡكِتَـٰبِ وَمُهَیۡمِنًا عَلَیۡهِۖ فَٱحۡكُم بَیۡنَهُم بِمَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُۖ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَاۤءَهُمۡ عَمَّا جَاۤءَكَ مِنَ ٱلۡحَقِّۚ لِكُلࣲّ جَعَلۡنَا مِنكُمۡ شِرۡعَةࣰ وَمِنۡهَاجࣰاۚ وَلَوۡ شَاۤءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمۡ أُمَّةࣰ وَ ٰحِدَةࣰ وَلَـٰكِن لِّیَبۡلُوَكُمۡ فِی مَاۤ ءَاتَىٰكُمۡۖ فَٱسۡتَبِقُوا۟ ٱلۡخَیۡرَ ٰتِۚ إِلَى ٱللَّهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِیعࣰا فَیُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ فِیهِ تَخۡتَلِفُونَ }
[سُورَةُ المَائـِدَةِ: ٤٨]
تابع المركز اليمني باستنكارٍ شديد جريمة إحراق المصحف الشريف في دولة السويد لمرتين متتاليتين الأولى في أول أيام العيد الأكبر للمسلمين – عيد الأضحى المبارك – والثانية بالتزامن مع احتفال المسلمين في جميع أنحاء العالم بمناسبة حلول العام الهجري الجديد ، كما تابع المركز الجرائم المشابهة في السويد ودول أوروبية أخرى ضمن حملات الإساءة والاعتداء الممنهجة لاستهداف المقدسات والرموز الإسلامية وعلى رأسها القرآن الكريم والنبي محمد صلوات الله عليه وآله، وآخرها قيام مجموعة دنماركية متطرفة مجرمة تابعة للوبي الصهيوني بحرق نسخة من القرآن أمام سفارة العراق بالدنمارك رافعةً لافتات وشعارات مسيئة للإسلام، في توجه واضح لبعض حكومات غربية لبث الكراهية الدينية في العالم.
وإننا إذ نؤيد قرار مجلس حقوق الإنسان الأممي بإدانة أفعال الكراهية الدينية مثل حرق القرآن الذي اتخذ في 12 يوليو 2023 بطلب من باكستان، فإننا نؤكد أن هذا القرار يعد خطوة إيجابية نحو إيقاف استهداف المقدسات الدينية والمساس بها تحت مبرر حرية التعبير، رغم أن 12 دولة صوتت ضد القرار وعلى رأسها فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة التي تمثل جميعها منبع الكراهية تجاه الأوطان والشعوب والإنسان، في حين أن هذه الدول تمنع مواطنيها من حق التظاهر والتعبير في رفضهم للفساد الأخلاقي والمالي والإداري الذي استشرى في حكوماتها.
وإننا إذ نعتقد أن أي تصرفات أو قوانين تمس المقدسات والرموز الدينية الإسلامية تحت أي مبرر لن تكون إلا خطوات لخدمة الصهيونية العالمية التي تعمل على بث الفرقة والكراهية بين الشعوب، لأنها تمس بذلك كافة الشرائع والكتب السماوية السابقة.
وإننا في المركز اليمني لحقوق الإنسان إذ ندين استهداف المقدسات الإسلامية والتي كان آخرها جريمة إحراق المصحف الشريف في السويد التي قام بها بعض المتطرفين علناً في تحدٍّ واستفزاز لمليارات المسلمين، فإننا ندين دعم الحكومة السويدية لهذه الجريمة ومشاركتها فيها بإعطائها التصاريح واتخاذ إجراءات الحماية من الشرطة لمرتكبي هذه الجريمة النكراء المخالفة لكل القوانين والأعراف الإنسانية والمثيرة لمشاعر العداء والكراهية بين الأمم، وهذا ما يؤكد تمالؤ الحكومة السويدية الذي يقتضي وجوب مساءلتها دولياً وتحميلها كافة التبعات القانونية.
إننا في المركز اليمني لحقوق الإنسان ندعو الحكومات العربية والإسلامية إلى تجريم هذه السياسات والأفعال المخزية في حق الإنسانية والمجتمع الدولي والخطيرة على الأمن والسلام الدوليين، وسرعة اتخاذ الإجراءات التأديبية القانونية والسياسية والاقتصادية ضد الحكومة السويدية وغيرها من الدول التي تنتهك حقوق المسلمين في كل العالم وتعمل على الإساءة والمساس بالمقدسات الإسلامية وعلى رأسها القرآن الكريم ونبي الله محمد صلوات الله عليه وآله.
وإننا إذ نؤيد الإجراءات والقرارات التي اتخذتها الحكومة اليمنية من قطع العلاقات مع السويد ومقاطعة البضائع السويدية وإيقاف إدخالها إلى اليمن، وإذ نؤيد الإجراءات التي اتخذتها دول عربية وإسلامية ممثلة في العراق ولبنان وإيران بقطع العلاقات وسحب السفراء والممثلين من السويد، فإننا ندعو بقية الحكومات العربية والإسلامية إلى تحذو حذوها باتخاذ إجراءات مشابهة في سبيل إيقاف هذا الاستهداف الممنهج وردع مرتكبي هذه الجرائم.
كما ندعو جميع الحكومات العربية والإسلامية إلى إقرار قانون وفق الولاية القضائية العالمية يجرم مرتكبي أي اعتداء أو اساءة تستهدف المقدسات الإسلامية مهما كانت جنسيات مرتكبي هذا الفعل الإجرامي أو أماكن تواجدهم؛ ليكون ذلك رادعاً لكل من تسوّل لهم أنفسهم الإقدام على أية جرائم مشابهة وإساهماً في نبذ العنف والكراهية وتعزيز الأمن والسلم الدوليين.
صادر عن المركز اليمني لحقوق الإنسان
بتاريخ ٤ محرم ١٤٤٥هـ الموافق ٢٢ يوليو 2023م