الأخبارالتقاريربيانات وبلاغاتتقارير صادرة عن المركزصادرة عن المركز

تقرير الرصد الميداني لانتهاكات وجرائم دول تحالف العدوان للفترة (من 1 نوفمبر – 31 ديسمبر2020م)

تقرير الرصد الميداني لانتهاكات وجرائم دول تحالف العدوان

للفترة (من 1 نوفمبر – 31 ديسمبر2020م)

 لتنزيل التقرير بصيغة PDF عبر الرابط التالي :_تقرير_الرصد_نوفمبر_وديسمبر_2020_نسخة

محتوى التقرير

  • المركز اليمني لحقوق الانسان
  • احصائية انتهاكات وجرائم دول تحالف العدوان خلال شهري نوفمبر وديسمبر2020.
  • استمرار الهجمات الجوية العشوائية -27 نوفمبر 2020م(استهداف اسطبلات الخيول)
  • الأسرى
  • توصيات التقرير

 

المركز اليمني لحقوق الإنسان :”مؤسسة مدنية مستقلة متخصصة في قضايا حقوق الإنسان تأسست عام 2009م ،حاصل على درع رواد العمل الإنساني في العام2016 ،ومشارك  في عدد من المحافل الدولية الرئيسية الخاصة بقضايا حقوق الإنسان. منذ تأسيسه عمل المركز على تقييم ومتابعة قضايا حقوق الإنسان ومناصرتها وتنفيذ جملة من الأنشطة الحقوقية والإنسانية ،وقام بتنفيذ الفعاليات الخاصة بتعزيز العمل الحقوقي والإنساني ,وكذلك البرامج الهادفة لرفع الوعي بمفاهيم القانون الدولي الإنساني وقضايا حقوق الإنسان بشكل عام وخصوصاً قضايا حقوق النساء والأطفال, بالإضافة إلى تدريب النشطاء العاملين على الرصد والتوثيق وكتابة التقارير المتخصصة بحقوق الإنسان . ومن منطلق المسئولية الوطنية والإنسانية استمر المركز  في تنفيذ مهامه منذ اليوم الأول لبدء عدوان دول التحالف بقيادة السعودية على اليمن في مارس 2015م ، وتركزت برامج وأنشطة المركز في هذا الإطار على الرصد والتوثيق وإصدار التقارير الدورية والأدبيات ذات الصلة بانتهاكات وجرائم حقوق الإنسان وتدريب العاملين والنشطاء على مفاهيم ومبادئ القانون الدولي الإنساني ،بالإضافة إلى عدد من الأنشطة ذات الصلة بقضايا حقوق الإنسان التي ظهرت خلال هذه المرحلة من تاريخ اليمن.

يستعرض التقرير الرصد الميداني للانتهاكات والجرائم التي وثقها المركز خلال شهري نوفمبر وديسمبر من العام 2020م ،و التي ارتكبتها دول تحالف العدوان والمجاميع المسلحة التي أنشأتها في مناطق متفرقة من الاراضي اليمنية كما يستعرض التقرير حالة أبرز الملفات الانسانية التي شهدتها نفس الفترة .

 

احصائية انتهاكات وجرائم دول تحالف العدوان خلال الفترة 1نوفمبر – 31ديسمبر2020م

خلال الفترة التي يغطيها التقرير استهدفت الأحياء السكنية ومنازل المواطنين وعدد من أماكن تجمعاتهم بعدد(974) غارة جوية وكذلك تم رصد عدد(4654) من قذائف المدفعية والمقذوفات الأخرى بالإضافة الى عدد كبير من المقذوفات التي لم يتم تسجيلها بدقة والتي سقط نتيجة لها عشرات القتلى والجرحى المدنيين بينهم نساء وأطفال في مختلف محافظات ومناطق اليمن.

سجل المركز  جملة من الانتهاكات والجرائم خلال الفترة (1نوفمبر – 31ديسمبر 2020م) ،والتي ترقى في معظمها لجرائم الحرب التي تعتبر امتدادا لسلسلة الجرائم التي ترتكبها دول تحالف العدوان والمجاميع المسلحة التابعة لها منذ مارس 2015م.  وعلى غرار الجرائم والانتهاكات السابقة استمرت هجمات دول تحالف العدوان في استهداف الاحياء السكنية ومنازل المواطنين الابرياء واماكن تجمعاتهم وقتلت العشرات والذين غالبا ما يكونوا نساء وأطفال ،وفيما يلي احصائية شاملة للجرائم التي ارتكبتها دول تحالف العدوان والمجاميع المسلحة التابعة لها خلال شهري نوفمبر وديسمبر 2020م ،مصنفة بحسب توصيفات القانون الدولي الانساني للأفعال التي تندرج في اطار الجرائم الاشد خطرا خلال النزاعات المسلحة .

  

جدول رقم (1) انتهاكات وجرائم دول تحالف العدوان خلال شهر نوفمبر 2020م

اجمالي الغارات شهداء جرحى احياء سكنية منازل مزارع محطات وقود خزانات مياه مخازن غذاء محلات تجارية اسواق مطارات منشئات حكومية

أخرى

638 6 18 30 6 2 1 1 1 1 2 1 2

المصدر: قاعدة بيانات المركز اليمني لحقوق الإنسان – شهر نوفمبر2020م

جدول رقم (2) انتهاكات وجرائم دول تحالف العدوان خلال شهر ديسمبر2020م

اجمالي الغارات شهداء جرحى احياء سكنية منازل مطارات طرق وجسور اسواق اتصالات منشات عامة اخرى
336 23 24 37 6 2 2 1 1 1

المصدر: قاعدة بيانات المركز اليمني لحقوق الإنسان – شهر ديسمبر2020م

 

استمرار الهجمات الجوية العشوائية -27 نوفمبر 2020م

استمرت الهجمات الجوية العشوائية الموجهة لاستهداف المدنيين في عدد من محافظات اليمن ففي تاريخ 27 نوفمبر 2020م نفذت طائرات دول تحالف العدوان أكثر من 45 غارة جوية عشوائية على مناطق مأهولة بالتجمعات السكنية والأسواقِ الشَّعبية ومضخات المياه واسطبلات الخيول  في  أمانة العاصمة ، ومحافظاتِ: صعدة ،صنعاء ، الحديدة ، عمران ، مأرب ، والجوف وارتكبت خلالها عدد من الجرائم الخطيرة تجاه المدنيين وممتلكاتهم العامة والخاصة  حيث نتج عنها قتلِ مسن كبيرٍ في العُمر وإصابة أربعة آخرين حيث قتل في تلك الهجمات العشوائية وتحديدا قرب صندوق النظافة والتحسين في منطقة عصر بأمانة العاصمة المواطن يونس عبدالاله العصري ، كما تم استهداف العديد من الخيول بغارات اخرى استهدفت  الاسطبلات الخاصة بها في الكلية الحربية بالعاصمة صنعاء و مخازن الأعلاف الخاصة بالخيول ونتج عنها مقتل عدد من الخيول العربية الاصلية واصابة عدد منها بجروح.

تجدر الاشارة هنا الى تكرار الهجمات الجوية التي استهدفت اسطبلات الخيول ذاتها ،ففي 30مارس 2020م كانت دول تحالف العدوان قد استهدفتها بعدد من الغارات الجوية التي قتلت أحد من مربي الخيول وتسببت في جرح اثنين آخرين وقتلت عدد(70 ) من الخيول العربية الأصيلة واصابت عدد30 منها في تلك الهجمات.

من جهة اخرى انتهكت دول تحالف العدوان ومرتزقتها في ذات التاريخ كلَّ قواعدِ وأحكامِ اتفاقيَّة سُتوكهولم، من خلال استهداف عدد من المناطقَ بمُحافظةِ الحديدة بأكثر من أربع غاراتٍ جويةٍ ، وباشرت جماعاتِ المُرتزقة  المُسلحةِ الموالية لدول تحالف العُدوان في قصفِ المنازلِ والمنشآتِ المدنيةِ بمُختلفِ أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة .

بتاريخ 3نوفمبر2020م ،بمحافظة تعز الطالب عزام عزمي البالغ من العمر 8 أعوام ترصد له قناص من مرتزقة العدوان بعد عودة من المدرسة الى منزله في شارع الأربعين بمديرية صالة لتصيبه رصاصة قناص ينقل على اثرها الى العناية المركزة تقول والدة الطفل عزام عزمي ( وصل ابني من المدرسة وعاده طرح الدفاتر الا والرصاصة اصابته  وهو في البيت ) الشاهد الحاج مكرد نعمان يعلق على الجريمة بقولة ( هؤلاء يحتاجوا نهي من الوجود و لا يستحقوا أي انسان يرحمهم لانهم ناس مجرمين لو كانهم صحيح لا يريدون اذية الأبرياء كانوا سيتحابون خارج وجها لوجه ).

يعيش الطلاب في مديرية صالة على انقاض القصف وازيز الرصاص وهو ما يعكس مدى المعاناة الذي يعيشها هؤولا الطلاب واهاليهم وسط صمت أممي وتجاهل دولي شجع المرتزقة على ارتكاب المزيد من الجرائم ،مدير  مدرسة 22 مايو يصف الجرائم التي يرتكبها مرتزقة العدوان في المديرية بقولة ( جرائمهم تتكرر يوما بعد يوم  هدفهم هو اذلال وإخضاع الشعب اليمني لا كن الشعب اليمني يقول لن يذل ولن يستسلم للعدوان هذه اثر قذيفة العدوان كان هدفه استهداف المؤسسة التعليمية ) وبحسب افادة احد المعلمين في المدرسة ( القذيفة هنا وقعت في البوابة حق المدرسة محاولة منهم إعاقة عملية التعليم اثناء شرح الدرس نسمع القذائف وهذا يسبب للطلاب نوع من القلق والرعب لنا ولهم) وفي شهادة لأحد اوليا الأمور يفيد بـ( ارتعب الأطفال وارعبونا لا قدرنا نجيب الأطفال للمدرسة ولا قدرنا نشتغل عاطلين عن العمل بجانبهم ياالله نشلهم للمدرسة ونرجعهم خوفا من الرصاص والقذائف) 4-11-2020

اغتيال الأستاذ حسن زيد –  وزير الشباب والرياضة

4نوفمبر2020

ابنة الشهيد كانت ضحية لتلك الجريمة ونجت بأعجوبة بعد ان اصيبت في تلك الجريمة  وتروي تفاصيل الحادثة فتقول . أن ترى أباك يقتل أمام عينيك وبين ذراعيه تسمع أخر أنفاسه ذلك ما مرت به سلمى بنت الشهيد حسن زيد في يوما اعتياديا ابتداء صباحه مع والدها دونما تتخيل سلمى ولو للحظة أنه اليوم الأخير ( أنا وصلتهم ذلك اليوم كنا خارجين من حدة  من وراء بريد حدة وقفنا نعبي بترول كملنا نعبي بترول ومشينا من اما البريد كان في الصباح الساعة الناسعة وكان هدوء كنا متجهين للظرافي  ما كنتش متوقعه أن ذلك اليوم سيكون اخر يوم مع بابا) في لحظات تبدلت ضحكات الاب وابنته الى خوفا والم لحظات مرت على سلمى كساعات ( وأحنا في النفق ما عد عرفتش أيش حصل كنت اسمع صوت ضرب وأحس بالرصاص كان ابي يقل بيضربوا علينا بعدين كنت اسمعهم بيستوجعوا بجانبي على طول تلقائيا اول ما سمعوا الضرب ضموني انا كنت بين اسوق وكنت اسمع المهم وقت ضرب الرصاص ابسرت ابي بجنبي مغمى عليهم وابسرت يدي كانت فيها رصاص  وصرخت صرخت علشان الناس يجوا يسعفوا بابا وانا اشوف بابا جمبي ومش قادره افعل حاجه مش قادره اساعدهم بشي) أصيبت سلمى برصاصتين في كفها الأيسر وثالثة في كتفها واصيبت بشظايا (هذا شيص فب بالنسبة لي مسؤولية كبيرة أن أعيش ابي وهبني حياته عندما ضموني بتلك الطريقة).

  • مع كل ذلك الألم التي تحمله سلمى الا انها تدرك رسالة ابيها جيدا وتدرك تضحيه وتوقن بمفازه( أنا متأكدة ان بابا سعيد ومرتاحين أكثر مش بس حضروا باب من الأنبياء والصديقين اصطفاهم الله حسن زيد لن ينتهي بمقتله ونقطه لا حسن زيد سيضل كابوس ولن يستطيعوا التخلص منهم ان شاء الله) 

 

الأسرى والمعتقلين

كحصيلة نهائية لتطورات ملف الأسرى حتى تاريخ 31ديسمبر 2020 اعلنت لجنة شئون الأسرى الآتي

  • خلال العام 2020م تمت أول عملية تبادل عبر الأمم المتحدة منذ بداية العدوان.
  • تحرير 1087 أسيرا خلال عام 2020 منهم 670 أسيرا خلال العملية عبر الأمم المتحدة و 417 أسيرا عبر صفقات محلية.
  • تم الافراج عن 150 أسير خلال عام 2020 منهم 64 طفلا ممن زجت بهم قوى العدوان في المعارك، والباقون تم الإفراج عنهم لأسباب إنسانية.
  • تم السماح بـ12 زيارة للوفد الأممي لسجن الأسرى خلال عام 2020 في حين أن قوى العدوان تمنع هذه الزيارات لسجونها.
  • أفشلت دول تحالف العدوان عدد 30 عملية تبادل خلال 2020 تم التوافق عليها عبر أطراف محلية وكان مفترض أن يتحرر بموجبها أكثر من 600 أسير من الطرفين
  • تسجيل عدد 900 حالة تعذيب تعرض لها الأسرى خلال عام 2020 وهم من الأسرى المحررين خلال هذا العام.
  • توثيق عدد20 حالة اعدام للأسرى الذين تمت تصفيتهم خلال هذا العام في سجون قوىالعدوان منهم تحت التعذيب ومنهم نتيجة الإهمال الصحي.
  • توثيق عدد 50 أسيرا تم التأكد من بيعهم إلى النظام السعودي رغم أن المرتزقة أسروهم في جبهات الداخل وتحديدا في جبهات “حزب الإصلاح” خلال العام المنصرم
  • تلفت اللجنة دعوة من الأمم المتحدة لجولة مفاوضات حول الأسرى في عمّان ليتم الاتفاق على أرقام وأسماء الصفقة، واستمر “حزب الإصلاح” في الرفض وافشال المفاوضات.
  • الأمم المتحدة لم تمارس أي ضغوط لإقناع “حزب الإصلاح” للحضور لمفاوضات الأسرى مع أن الطرف السعودي.
  • الإمارات لديها المئات من أسرى الجيش واللجان الشعبية الذين أسروا في الجنوب أو الساحل.
  • عمليات التعذيب الجسدي والنفسي والإخفاء القسري التي تمارسها دول التحالف ومرتزقتها من أكبر العقبات التي تعيق مفاوضات ملف الأسرى
  • ما تزال قضية الأسيرة سميرة مارش من أهم القضايا التي تناقش مع الطرف الآخر في كل جولات المفاوضات حيث تستخدمها قوى العدوان للابتزاز والضغط خلال المفاوضات .ويطرح شروط تعجيزية للإفراج عنها.

 

تعذيب الأسرى

محمد يحي حسين التينة من بين عشرات الاسرى وقصصهم المؤلمة في سجون دول تحالف العدوان ومرتزقتهم يتحدث  الأسير محمد يحي حسين التينة من أبناء محافظة ذمار عن أسوى ظروف عاشها في سجن بمحافظة لحج فيقول (كنا  75 شخص في غرفة 4 متر في 5 العرق كان ينزل ماء وكان يخرج من تحت الباب لا تهوية لا مروحة لا شيء ووضعوا في الماء كربون على أساس يزيد الحمى ويلهب العيون وتسيل الدموع حيث ان اجسامنا ورمت بالكامل بسبب هذا التعذيب) يفتقد ذلك السجن أي معايير إنسانية يخضع لسيطرة إماراتية بقيادة المدعو حمدي شكري والمدعو عارف شكري وهم من قيادات المرتزقة التابعين للإمارات ،ويؤكد الحاج محمد التينة إصابته بعدد  من الأمراض المزمنة وفقده لبعض لحواس في سجون المرتزقة ما يزال يعاني منها لكنه لم يفقد العزيمة والثبات فيقول ( اصبت بالسكر والضغط والقلب والاعصاب وضعف النظر واخر فترة فطع الاسبرين عليا لأجل اتعذب).

 

مصطفى النعمي أحد من  دخلوا سجون الأسر بساقين وخرج منها بساق واحدة بعد أن شروه مرتزقة يمنيين ببضع ريالات سعودية وكانوا فيه من الزاهدين لم يكن مصطفى النعمي يوم اسره مجرد اسير حرب بل على جسده ما يوجب تلقيه الرعاية الصحية العاجلة وادخاله  المستشفى لا اقتياده للسجن حيث بقي لأشهر تأكله جراحه فبحسب مايقول مصطفى ( كان يشلونا مرتزقة يمنيين يدونا لا عند سعاودة والسعاودة يالله تحقيق وضرب ملاطيم) وعوضا عن مداوة جرح مصطفى قرر السجانون بتر ساقه اليسرى كأجراء عقابي لا علاجي برغم من إمكانية شفائها والتي بترت وهو خارج الوعي مغميا عليه يقول مصطفى  ( قلنا لهم مستشفى ثاني مدوش لي ولا حاجة رجعنا حولنا مستشفى ثالث ما صحيت الا وقد قطعوها رجلي قلت لهم ليش قفعوها قال هكذا الطلقة كانت في الساق قطعوها من عند الركبة وما تحتاج قطع لا موافقة ولا بصمة ولا انا راضي بها لا كن حقد منهم) ، لأشهر بقيت جراحه دون رعاية ومصطفى قيد سريره فيقول ( لم يجارحوا  لي الا مرتين فقط بعد العملية كنت مقيد ايدي وارجلي يعني مقدر حتى اروح الحمام)

بين ثلاثة سجون تنقل مصطفى خلال سنة الى ان استقر في سجن خميس مشيط حيث يقبع الاف المعتقلين والمختطفين اغلبهم مقيمون وعابرون للحدود بقسط العيش وصيادون وهناك عانا مصطفى صنوف العذابات اليومية التي نكأت جراحه واستحدثت أخرى في أماكن متفرقة من جسده يكشف مصطفى نزرا يسيرا من معاناة في سجون المملكة السعودية وهناك في احاديث زملائه واخوانه ما هو أشد وامر على ذي فهما وعقلا بجرائم دول العدوان  ومرتزقتهم.

يُعد  الأسيرين محمد التينة ومصطفى النعمي نموذجا  لألاف الأسرى الذين مارس مرتزقة العدوان بحقهم كل أنواع الظلم والاضطهاد ومنها الحرمان من الاكل والشراب لكن التعذيب النفسي كان عليهم اشد وانكى) وما يزال هناك الكثير من الحديث يحيكها اسرى محررون  عن سجون ومعتقلات العدوان ومرتزقه ومعاناتهم فيها لسنوات.

 

 

الإخفاء القسري والاعتقالات التعسفية

استمرت عمليات اختطاف واعتقال المسافرين المدنيين عبر مدينة مأرب خصوصاً من اضطرتهم الظروف التي فرضتها دول العدوان من خلال اغلاق كافة المنافذ الحيوية في اليمن وعلى راسها مطار صنعاء الدولي الذي يعتبر الشريان الرئيسي لربط ملايين اليمنين بالعالم الخارجي .

ونتيجة لاضطرار سكان عدد من المدن اليمنية الى الانتقال لمدينة مأرب طلبا للرزق أو استخدام طريق مارب ومدينتها كسبيل للسفر والانتقال الى خارج اليمن ممن فرضت عليهم حياتهم وظروفها اما الاغتراب او البحث عن العلاج في مستشفيات خارج اليمن او طلاب العلم الدارسين في دول عربية او اجنبية ولكنهم لم يسلموا الانتهاكات والممارسات التي تتزايد تجاههم من مرتزقة العدوان في مدينة مأرب حيث تشير آخر الاحصائيات الى اعتقال أكثر من الفين شخص وتعددت اشكال وظروف اعتقالهم تعسفا والممارسات غير الانسانية التي تمارس تجاههم والتي يحكيها كثيرا ممن عادوا  الى ديارهم أحياء ويوما بعد أخر تتكشف قصص سجنهم وتفاصيل حياة مأساوية عايشوها بصورة يومية مع سجانيهم الذين تجردوا عن كل القيم  الإنسانية.

بتاريخ 7نوفمبر 2020 خليل الجرادي طبيب صيدلاني يروي تفاصيل مأساوية  تعتبر نموذجا لواحدة من تلك الوقائع المأساوية حيث سافر من صنعاء بمعية أهله وأولاده للاستقرار بمدينة مأرب وبقي فيها لعام ونصف يعمل في صيدلية لتقديم الدواء للناس حتى قامت عصابات من  المرتزقة  باقتياده  الى سجن الأمن السياسي .

زوجة خليل وابنائه لا يعلمون مصير عائلهم ولا هو يدري عنهم شيئا و بحسب ما يروي( جاء و لي ناس في 6 رمضان مساء ثلاثة اشخاص لغرض العلاج أدعو ان معهم عجوز مقعدة في البيت تعاني من السكر والضغط ركبت معا هم في سيارة فيتارا وركب قبلي واحد انا ركبت جمبه في الوسط والثاني ركب و الثاني ركب جمبي فطلع كبيرهم الذي سموه أبو رداد مشينا قريب امام بوابة الصيدلية وكان في الصيدلية ابني أحمد عمره في ذلك الحين 9 سنوات عندما مشينا قليل من باب الصيدلية الا والذي جمبي كتفوني واحد مسك بيد والذي في الامام غطى على عيوني عصبها بشال كنت اقلهم يا خلق الله لا تغلطوا فيني مش انا الشخص الذي تدورا عليه لأني عارف نفسي ان مابش معي مشكله مع أي انسان بين اقدم مهنة إنسانية والكل أصدقائي) .

يضيف الدكتور خليل سرد ظروف اعتقاله في سجن الامن السياسي في مأرب حيث بيداء التعذيب النفسي والجسدي بشتى انواعه فيقول  (في تلك الفترة جلست في الأمن السياسي حوالي 15 يوم في حالة ما يعلم بها الا الله محبوس فوق الحبس الف مرة بينهم زوجتي وأولادي كيف عيكون مصيرهم وحالهم)

ودون خوف ولا رحمة ظل الطبيب خليل الجرادي في السجن يواجه التحقيقات اليومية والاهانة والضرب المبرح بمختلف الات التعذيب يتناوب عليه مجرمون تخلوا عن الإنسانية فيصف ذلك  ( كتف ايدي الى الخلف بشال طلعني فوق كرسي وفعل متكى فوقه وربطني بسلسلة وسحب الكرسي فجلست معلق في الهواء كنت اصيح وقال لي اسكت خليني افكر ايش عدد كلم معاك).

 تحول خليل الى النيابة ثم المحكمة حكم عليه بالبراءة لكنه اعيد الى الامن السياسي لعامين اخرين كانت الامر والاشد الما فيقول الدكتور خليل ( السؤال الثاني الغريب كم محافظة في اليمن زرت جلست اعدد لهم أي مواطن اكيد زار محافظات حجة وتعز والحديدة وصعدة فصاح بصوت عال صعدة انهالوا عليا ضرب بالكيابل كيابل اسلاك قوية والمواصير الحديد هذه المرة ما علقنيش بل طريقة جديدة جلسني في القاع ورفع ركبتي وعصب ارجلي مع ايديي وجاب حديدة ورفعوني فوق مكتب بحيث اذا اقتلبت راسي تحت وارجلي من فوق) استمر التعذيب للطبيب الجرادي أيام وليال بكل تفنن وبلا رحمة ودون وازع او رادع او خوف من الله حتى تم إخراجه من سجن مأرب ضمن صفقة تبادل الاسرى في أكتوبر 2020م.

الدكتور خليل الجرادي لن ينسى ما حصل ومثله المئات ممن ما يزلون يعانون الام ما ارتكب بحقهم من تعسف وتعذيب ولن يكون سهلا عليهم تجاوزها ببساطة.

استمرار الحصار ويتدهور الوضع الإنساني 

مع نهاية العام 2020م تتزايد معاناة اليمنيين ويصبح وضعهم الانساني اكثر مأساوية حيث  يستمر اغلاق مطار صنعاء  منذ قرابة 4 سنوات وكافة موانئ اليمن معطلة مشلولة وأخرى تحت سيطرة العدوان وحصار خانق واعاقة مستمرة لدخول واردات الوقود والمواد الاساسية وممارسات كثيرة اسهمت من تعميق الازمة الإنسانية في البلاد وتظل الأمم المتحدة عاجزة عن التقدم خطوة حقيقية  لحل الازمة الإنسانية في اليمن.

في العاشر من ديسمبر يحتفل العالم باليوم العالمي لحقوق الانسان وفي هذا العام 2020 ظهر المبعوث الاممي لليمن مارتن غريفيث  مرددا شعارات الأمم المتحدة عن الكرامة  و الحقوق المتساوية والثابتة للجميع متجاهلا الواقع المأساوي الذي أصبح اليمنيون يعيشونه نتيجة ما يمارس بازدواجية المعايير في ما يتعلق في التعامل في ما يجرى في اليمن من عدوان لست سنوات في ظل مأساة إنسانية  لم يشهد لها العالم مثيل في العصر الحديث شعارات تتنافى مع واقع الحال في اليمن لا تعكس سوى العدالة المغيبة للحقوق المسلوبة التي لا تولد الا القهر والظلم والامتهان لحقوق اليمنيين وليس العدل والحرية والسلام.

بعد قرابة ست سنوات اصبحت  مأساة اليمنيين المحاصرين المرضى والجائعين نساء وأطفال وعجائز مجرد أرقام  وفق إجراءات وتعامل أجهزة الأمم المتحدة معها  رغم تحذيراتها المتكررة بشأن تفاقم الوضع الإنساني في اليمن فبنهاية ألغام 2020 حذر المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي من تفاقم الأزمة في اليمن الذي بات على شفير المجاعة موضحا ان المجاعة هي حقا الاحتمال بالغ الخطورة وذلك خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حث المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي على تقديم المساعدات والأموال بحجة فاقة اليمن  إذ قال ان البرنامج يحتاج الى 2.6 مليار دولار للعام القادم لتجنب المجاعة والا سيموت الناس.

بحسب عدد من المؤشرات فقد تفاقمت  الحالة الانسانية بصورة متسارعة مع نهاية العام 2020 ومنها الآتي:

  • معاناة تتفاقم وأوضاع صحية تتأزم ومرضى على اسرة الموت واخرين في صالة الانتظار ثري أجسادهم امراض يكتوون بأوجاعها والأمها مأساة كارثية من بين معاناة لا نظير لها و لسنوات عديدة حضرت مأساة مرضى الكلى الأكثر وجعا وإنهاكا وبؤسا وتدهورا في عافيتهم فلم يعد الغسيل كافيا الى جانب انعدام الادوية لمرضى الغسيل الكلوي وأصبحت مراكز الغسيل خالية من فلترات الغسيل المناسبة فانعدام هذه الفلاتر يشكل كارثة بحد ذاتها تقول الكوادر الطبية ان الفلاتر الذي يستخدموها كأجراء اضطراري لا ينفعهم بصورة اضطرارية بل قد يؤثر عليهم لا حقا.
  • يتخطى مرض غسيل الكلى الالام والوجع الذي فتك بهم بفعل أسباب مختلفة لعل من ابرزها خوف الأطفال من العدوان الطفل حمزة نموذجا يحكي ويحاكي الواقع المعاش والحجة أمينة والحجة فاطمة مصابين بفشل كلوي عشرات الاسرة ممتلئة بالمرضى في ظل نقص أجهزة متعلقة بقسم الغسيل يأمل الكادر الطبي توفرها لتغطية العلاج وتخفيف  على الأجهزة المتواجدة التي لم يتوقف دورانها طوال 24 ساعة في اليوم. معاناة اعطال للأجهزة بسبب عدم أي دعم من المنظمات لكن تقوم وزارة الصحة بما امكن لبقاء القسم  يعمل دون توقف.
  • باستهداف المقومات الصحية لتداوي الأطفال قتل أكثر من 3 آلاف و800 طفل وبالغ في إجرامه واصبح هنالك أكثر من نصف أطفال #اليمن يعانون من سوء التغذية وأكثر من 400 ألف طفل يمني مصاب بسوء التغذية الوخيم
  • مع نهاية العام ظهرت قضية الأدوية منتهية الصلاحية او على وشك الانتهاء هي التي يسمح لها بالدخول إلى ميناء الحديدة الواقع تحت الحصار ووفق مسؤولين في ميناء الحديدة فقد وصلت كمية منتهية الصلاحية تابعة لمنظمة الصحة العالمية بعد احتجازها في دبي لسبعة اشهر الادوية بمعالجة لأمراض مزمنة وتكاد تكون منعدمة .
  • لم يقتصر الامر عند الادوية المتهالكة ف600 حاوية زيت تابعة لبرنامج الغذاء العالمي وصلت أيضا الى ميناء الحديدة وهي في حالة رديئة وغير صالحة للاستخدام الادمي وفقا لما يقوله المسؤولون في الميناء هذه صور المساعدات لتحسين صور العدوان من قبل منظمات دولية تدعي حرصها على تخفيف معاناة الشعب اليمني وهي بيد أخرى تكرس تلك المعاناة رغم حصولها على الملايين من الدولارات بمزاعم ادخال مساعدات عاجلة الى اليمن.
  • استمرار اغلاق مطار صنعاء الدولي افراز مئات الوفيات من ذوي الامراض الذين يحتاجون العلاج العاجل في الخارج. وخلال العام 2020 نفذت الحملة الدولية لفك الحصار لمطار صنعاء الدولي ولكن لم يتحقق شيء.
  • ازمة المشتقات النفطية تتزايد بصورة كبيرة وتتسبب في تعطيل كافة الخدمات العامة الاساسية التي يحتاجها المدنيين بصورة يومية .
  • “لمزيد من التفاصيل راجع تقرير المركز لشهر سبتمبر وأكتوبر 2020م.”
  • ما تزال قضية حرمان موظفو القطاع العام من مرتباتهم الشهرية مستمرة حتى نهاية العام 2020م.

 

توصيات التقرير:

  • حث المؤسسات الرسمية للعمل على استكمال ملفات الجرائم التي ارتكبتها دول تحالف العدوان بحق المدنيين وممتلكاتهم العامة والخاصة واحالتها للقضاء الوطني للبت فيها تمهيدا لإحالتها للقضاء الدولي وبما يكفل محاسبة الجناة ويضمن عدم افلاتهم من العقاب ويحفظ حقوق الضحايا.
  • استمرار منظمات المجتمع المدني وناشطي حقوق الإنسان في رصد وتوثيق كافة الانتهاكات والجرائم والتي ما تزال دول تحالف العدوان ترتكبها حتى الان بما في ذلك مراقبة الوضع الانساني التي يتفاقم نتيجة استمرار الحصار ومنع دخول المواد الاساسية لليمن.
  • سرعة مخاطبة الامم المتحدة لحثها على تصويب قراراتها ومواقفها تجاه اليمن والالتزام بالقوانين والمواثيق الدولية ولفت انتباهها الى قائمة مخالفاتها لقرارات مجلس الامن والقانون الدولي واستمرار اجهزتها بالتماهي مع كافة افعال وممارسات دول العدوان في بما فيها منع دخول سفن  المشتقات النفطية.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى